خزينة الكرة

هل ستعوض قمصان نيمار قيمة انتقاله؟

مع كل صفقة ضخمة ينتقل بها أحد نجوم الكرة العالمية إلى نادي أوروبي كبير تتكرر نفس العبارة “النادي سيعوض قيمة الصفقة من مبيعات قمصان اللاعب”. عبارة تكررت كثيراً منذ انتقال ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد مروراً بكريستيانو رونالدو وخاميس رودريغيز وصولاً إلى توقيع مانشستر يونايتد مع إبراهيموفيتش وبوغبا وأخيراً صفقة القرن بانتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان.

بكل تأكيد، فإن الصفقات الكبيرة ترفع من مبيعات قمصان ومنتجات النادي، لأنهم “نجوم شباك”، وهو أمر يمكن لأي شخص مهتم ملاحظته.

صحيفة ديلي ميل البريطانية ضربت مثالاً بسيطاً. مانشستر يونايتد باع في في موسم 2015-2016 الذي سبق التوقيع مع بوغبا ما يقدر بـ 2.97 مليون قميص، وبافتراض أن متوسط سعر القميص يبلغ 40 جنيه إسترليني حسب تقدير الصحيفة، فإن إجمالي إيرادات مبيعات القمصان تصل إلى 120 مليون جنيه. وعلى افتراض أن صفقة بوغبا سترفع المبيعات بنسبة 15٪ وهي نسبة مبهرة إن تمت، فإن هذا يعني 450 ألف قميص إضافي، أو 18 مليون جنيه إضافية من المبيعات الإضافية نتيجة للتوقيع مع اللاعب. وهو رقم بعيد جداً عن قيمة الصفقات التي أصبحت تتجاوز الـ100 والـ200 مليون.

ولكن؛ النادي غير معني بهذه الأرقام التي ذكرناها أعلاه! لماذا؟

الأندية لا تصنع قمصانها بنفسها، ولا تشغل متاجرها بنفسها، ولا تقوم بعملية طباعة الأسماء وتسويق القمصان وبيعها وشحنها وتوصيلها بنفسها. الأندية عادة تبيع هذه الحقوق لإحدى الشركات المتخصصة مثل نايكي وأديداس وبوما وغيرها، وذلك وفق عقود تضمن للنادي مبلغ سنوي ثابت تدفعه الشركة مقابل هذه الحقوق، إضافة إلى نسبة من المبيعات يتفق عليها ويحصل عليها النادي عند الوصول لعدد معين من المبيعات.

وكلما زادت قوة النادي في المفاوضات (مثل مانشستر يونايتد مثلاً) سيستطيع أن يطالب بمبلغ ثابت أكبر، ونسبة أكبر من المبيعات. وفي كل الأحوال، فإن نسبة المبيعات لا تشكل الجزء الأكبر من مداخيل هذه الشراكة فهي لا تتجاوز 20٪ من المبيعات بعد تجاوز عدد معين من القمصان المباعة، بل تقل عن ذلك في معظم الأحيان حيث تترواح بين 10-15٪ للأندية الكبيرة، بشرط تجاوز حاجز معين من المبيعات.

وبتطبيق هذه النسبة على صفقة مثل صفقة بوغبا، لو افترضنا أن المبيعات زادت بسبب التوقيع معه بنسبة 15٪، ثم حصل النادي على نسبة 20٪ من هذه الزيادة فإن صافي ما سيحصل عليه النادي هو 3.6 مليون جنيه، أو ما يعادل 4٪ من قيمة صفقة بوغبا، ودون النظر إلى رواتبه طبعاً.

الأمر ذاته ينطبق على نيمار، تقارير صحفية أشارت إلى إقبال كبير على شراء قمصان نيمار في اليوم الأول من انضمامه إلى باريس سان جيرمان، وبحسب التقارير فإن متجر النادي باع 8 آلاف قميص في 3 ساعات، وبهذا سجل متجر النادي في 3 ساعات ضعف إيراداته في أي يوم عادي.

باريس سان جيرمان بحسب عدة دراسات فإن متوسط مبيعاته السنوية للقمصان تبلغ 526 ألف قميص سنوياً، ولو افترضنا أن النسبة سترتفع 20٪ هذا الموسم بسبب التوقيع مع نيمار (وهي نسبة قد يكون فيها نوع من المبالغة) فإن ذلك يعني أن النادي الباريسي سيبيع 105,200 قميص إضافي، ولو افترضنا أن النادي سيحصل من شركة نايكي على 15٪ من قيمة مبيعات القمصان الإضافية (وهي أيضاً نسبة فيها نوع من المبالغة)، فإن ذلك يعني في أفضل الأحوال  أقل من 1.5 مليون يورو إضافية لباريس سان جيرمان باحتساب سعر القميص المتوفر في متجره الرسمي بـ90 يورو.

بقي أن نوضح أن الـ90 يورو التي يدفعها المشتري لشراء القميص يذهب جزء كبير منها لتغطية تكلفة المواد المستخدمة في انتاجه وتكلفة الأيدي العاملة والشحن والتوزيع والتسويق وغيرها، ليبقى جزء تحصل عليه الشركة التي اشترت الحقوق من النادي، والتي قد تقدم نسبة بسيطة منه للنادي كحوافز، وقد تحتفظ بكامل النسبة المتبقية.

 

تعليق واحد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*