خزينة الكرة

تملك عدة أندية .. ما أهدافه وما مخاطره؟

قبل أيام أتمت مجموعة سيتي لكرة القدم (سيتي فوتبول قروب CFG) عملية شراء 44.3٪ من أسهم نادي جيرونا الإسباني المتواجد في الليغا هذا الموسم. وذلك بالشراكة مع مجموعة جيرونا لكرة القدم التي يملكها بيري غوارديولا شقيق بيب غارديولا مدرب مانشستر سيتي، والتي تملكت أيضاً 44.3٪ من أسهم جيرونا، فيما ظلت 11.4٪ من أسهم النادي بحوزة عدد من جماهير الفريق.

وبهذا توسعت مجموعة سيتي فوتبول، والتي تملك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ونيويورك سيتي الأمريكي وميلبورن سيتي الأسترالي ونادي أتلتيكو توركوي الأوروغواني كما تملك حصة في نادي يوكوهاما مارينوس الياباني وحالياً جيرونا الإسباني.

هذه الخطوات من مجموعة سيتي فوتبول ليست الوحيدة من هذا النوع في عالم كرة القدم، فنادي أتلتيكو مدريد على سبيل المثال لديه استثمارات يملك من خلالها حصة في نادي أتلتيكو كلكاتا في الهند، كما يملك 34.6٪ من أسهم نادي ريسينغ دي لينس الفرنسي، ومؤخراً أعلن عن استثمار لم يكشف عن حجمه في نادي أتلتيكو سان لويس المكسيكي. وهو الأمر الذي ينطبق على شركة ريدبول التي تملك نادي ريدبول سالزبورغ النمساوي وريدبول لايبزيغ الألماني ونيويورك ريدبول الأمريكي وريدبول برازيل البرازيلي. إضافة لعدد من الأندية وملاك الأندية الذين يملكون استثمارات متنوعة هنا وهناك.

شركة كي بي إم جي للاستشارات، استعرضت ظاهرة تملك عدة أندية وسردت عدد من النقاط المهمة التي سننقلها لكم هنا في خزينة الكرة، وذلك من تقرير للشركة نشرته عبر موقعها فوتبول بينشمارك.

في البداية لنعود إلى التسعينيات، حين كانت شركة ENIC المالكة لحصة أغلبية في نادي توتنهام تملك كذلك حصة أغلبية في نادي سلافيا براغ التشيكي ونادي أيك أثينا اليوناني، وفي موسم 1999-2000 تأهل الناديان لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي، ما دعا المحكمة الأوروبية للتحكيم الرياضي لإصدار نظام طبقه اليويفا يمنع أي شركة أو أشخاص من أن يكون لهم ملكية أو نفوذ مؤثر في أكثر من نادي يشاركون في نفس البطولة الأوروبية. وهو أمر مطبق على مستوى الدوريات المحلية، حيث تحرص الاتحادات المحلية على نزاهة المنافسات بمنع الملكية المتعددة للأندية.

ولكن هذه القرارات لم تمنع الأندية من التوسع بالاستثمار في أندية لن تشارك في البطولات الأوروبية عبر استهداف أندية في دول وقارات أخرى.

وللتوسع في تملك الأندية فوائد عدة، منها فوائد رياضية مثل توسعة دائرة عمل الكشافين، وفوائد تجارية مثل توحيد الجهود لاستقطاب الرعايات، وترشيد الإنفاق، وتبادل الخبرات الإدارية. فيما تواجه الملكية المتعددة تحديات تتمثل باحتجاجات الجماهير التي قد ترى أن الإدارة تقدم مصلحة المجموعة على مصلحة النادي في بعض قراراتها. ولكن سيظل السؤال لماذا تستثمر الأندية في أندية أخرى؟ وهنا توجد عدة إجابات في الأسطر التالية.

– تبادل اللاعبين

تقرير KPMG ذكر مثالاً ناجحاً، يتمثل في عائلة بوزو الإيطالية، المالكة لأندية أودينيزي الإيطالي وواتفورد الإنجليزي وغرناطة الإسباني والذي تم بيعه مؤخراً لمجموعة استثمارية صينية. شبكة الأندية التي تملكها بوزو ساعدت في تقليل تكلفة التوقيع مع لاعبين وتعظيم الأرباح من بيعهم، حيث كان اللاعبون يتنقلون بين الأندية الشقيقة بنظام الإعارة قبل أن يتم بيع عقودهم بتحقيق أرباح. والفائدة لم تكن مقتصرة على الملاك، بل شهدت السياسة نتائج مبهرة بتأهل غرناطة وواتفورد إلى الليغا والبريميرليغ.

نادي مانشستر سيتي هو الآخر، كان قد أعار خمسة لاعبين إلى جيرونا هذا الصيف وذلك قبل إعلان استحواذ مجموعة سيتي فوتبول على النادي الإسباني.

– تبادل الخبرات

من الملفت في حالة مجموعة سيتي فوتبول أنها نجحت في مشاركة خبراتها لإفادة جميع أندية المجموعة، فقد سبق وأن وقعت أكثر من عقد رعاية كانت صيغته تشمل رعاية جميع أندية المجموعة مثل عقد رعاية سيارات نيسان وساب للأنظمة. وهو ما يتضح جلياً من إعلان نادي جيرونا الإسباني الذي أكد في بيان استحواذ مجموعة سيتي فوتبول على النادي أن هذه الخطوة ستسمح للنادي بالاستفادة من خبرة مجموعة سيتي فوتبول والبنية التحتية القوية التي تملكها والأطقم الفنية وبرامج تطوير المواهب واللاعبين الشبان وكذلك الاستفادة من القدرات الإعلامية والتسويقية والتجارية العالمية للمجموعة.

– نشر العلامة التجارية

بعض المجموعات يملكها مستثمرون لديهم طموحات بالتوسع ونشر العلامة التجارية للنادي أو المجموعة، مثل مجموعة سيتي فوتبول ونادي أتلتيكو مدريد، وقد اختاروا الطريق الذي قد يحقق لهم نتائج مثمرة مستقبلاً رغم وجود بعض الاختلافات فيما بين الاستراتيجيتين. الخيارات في هذين المثالين توجهت إلى أسواق كرة القدم الناشئة، مثل الدوري الأمريكي والأسترالي في حالة سيتي فوتبول، والدوري الهندي في حالة أتلتيكو مدريد وأيضاً فيورنتينا الذي يملك حصة في نادي بيون سيتي الهندي، وهذه الاستراتيجية بحسب تقرير KPMG تقدم لهذه المجموعات تجارب وانتشار فريد وفرصة للدخول إلى أسواق مهمة جداً.

ولكن هذه الاستراتيجية قد تكون جذابة للأندية التي تبحث عن الانتشار العالمي والاستفادة من الشراكات التشغيلية، ولكنها تحمل مخاطر تحديداً للأندية التي لديها مكانة عالمية مرموقة. فالدوريات مثل الدوري الأمريكي MLS والدوري الهندي ISL والدوري الأسترالي A-League لها أنظمة تحد من التفاوت بين إنفاق الأندية من ناحية الرواتب والتعاقدات مما يزيد من التنافسية فيها، وبالتالي يصعب وجود فريق يشبه شخصية الفرق الأوروبية الكبرى التي تبحث دائماً على أن تكون الأفضل ولا ترضى إلا بالارتباط مع الأفضل.

– اكتشاف واستقطاب المواهب

وهذه الاستراتيجية تهدف لاكتشاف مواهب واستقطابها أو تطوير المواهب التي لدى النادي والاستفادة من خبرات مختلفة وبتكلفة بسيطة، وفيها تتوجه بوصلة المستثمرين إلى أسواق كرة القدم التقليدية المعروفة بمواهبها مثل استثمار مجموعة سيتي فوتبول في أتلتيكو توركوي في الأوروغواي واستثمار أتلتيكو مدريد في أتلتيكو سان لويس في المكسيك واستثمار موناكو في سيركيل بروج البلجيكي.

– أهداف تجارية

وهنا مثال فريد طبقته شركة مشروبات الطاقة ريد بول. الشركة تهدف لنشر علامتها التجارية عالمياً والارتباط بالأنشطة والفعاليات الرياضية. الشركة ليس لها ماضي أو تاريخ مع كرة القدم، لكنها انتهجت سياسة الملكية المتعددة لأندية سواء بالمساهمة في تأسيسها أو تغيير اسمها. أبرز أنديتها حالياً ريدبول لايبزيغ الألماني النادي الظاهرة الذي نجح بالصعود درجة تلو أخرى حتى وصل لدوري أبطال أوروبا، والمفارقة أنه جاء في الموسم الذي شهد تأهل النادي الشقيق ريدبول سالزبورغ النمساوي، إلا أن اليويفا لم يرى ما يدعو للقلق من تواجدهما في نفس البطولة بعد أن أكد أنه قام بدراسة بيانات الناديين وأوراقهم المسجلة إضافة لإجراء دراسة حول الحال الاقتصادية بالناديين وقضية الرعاة ليتوصل بالنهاية لعدم وجود أي تضارب يمنع مشاركة الفريقين سوياً بدوري الأبطال.

في الختام، نجد أن معظم حالات تملك عدد من الأندية يوجد بها نادي واحد يكون محور هذه الاستراتيجية ولكن تغيرات كرة القدم قد تقدم لنا استراتيجيات وفرص جديدة  وأنظمة جديدة كذلك.

تعليق واحد

  1. مقال حكاية

أضف رد على احمد إلغاء الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*