خزينة الكرة

كم قيمة فقدان قطر لكأس العالم؟ ولماذا تحدث رعاة فيفا؟

منذ فوز قطر عام 2010 بشرف تنظيم كأس العالم 2022 والانتقادات حولها تتصاعد. فتارة يشار إلى سخونة الجو وتارة إلى صغر حجم البلاد وضعف تاريخها الكروي. وفي بعض الأوقات تتوجه أصابع الاتهام للأنظمة العمالية وحقوق العمال الذين يعملون في بناء منشآت ومرافق المونديال. وآخر هذه الأصوات كانت الصرخة المدوية التي أطلقتها صحيفة “سن داي تايمز” قبل أيام والتي أشارت فيها لحوزتها مستندات موثوقة تؤكد أن القطري محمد بن همام قد قام بدفع رشاوى لدعم ملف قطر من قبل تنفيذيين في الاتحادات.

هذه الاتهامات والتي جاءت أقوى من العادة فتحت باب احتمالات سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر. وإذا تم ذلك، فكم سيتكبد اقتصاد قطر جراءها؟

قناة العربية في أخبارها الاقتصادية قدمت تقريراً مختصراً  استعرض بعض الانعكاسات الهامة. فقطر رصدت قطر حوالي 200 مليار دولار لانهاء مشاريع انشائية متعددة خلال 10 سنوات لمشاريع إنشائية متعددة، بينها 140 مليار دولار على مشاريع البنية التحتية في الـ5 سنوات القادمة.

وتشمل تحضيرات استضافة كأس العالم في قطر انفاق 34 مليار دولار لإنشاء سكك حديدية ومترو، و 28 مليار دولار للطرق والجسور، و 7 مليار دولار لتطوير الميناء، و 17 مليار دولار لمطار حمد الدولي الذي بدأ تشغيله هذا العام، و 4 مليار دولار على الملاعب. علماً أن قطر قامت بتخفيض عدد الملاعب المقرر إنشاؤها من 12 ملعب إلى 8 ملاعب. ومن المتوقع أن تبدأ قطر ببناء 5 من هذه الملاعب خلال العام الجاري.

ورصدت قطر ميزانيات تقدر بحوالي 50 مليار دولار على الفنادق والمرافق الترفيهية والبنية التحتية السياحية، والتي تهدف لمضاعفة عدد غرف الفنادق بأكثر من 6 مرات إلى 95 ألف غرفة فندقية بحلول 2022، وذلك لتلبية تزايد إقبال السياح والمتوقع أن نموه بمعدل 16% سنوياً، لتبلغ 3.7 مليون سائح بحلول 2022.

وما زاد من تسليط الضوء على هذه الاتهامات هو سلسلة بيانات عدة شركات من أكبر رعاة كأس العالم والاتحاد الدولي لكرة القدم والتي طالبت فيها بالتحقيق في مزاعم الفساد المتعلق بفوز قطر باستضافة كأس العالم 2022.

حيث بدأتها شركة سوني للالكترونيات، ثم تبعتها أديداس وفيزا. قبل أن تحذو الشركة الكورية كيا حذو سابقيها بالمطالبة بأخذ الموضوع على محمل الجد واتخاذ الاجراءات والقرارات المناسبة. لتتبعهم بيرة بدوايزر وزيوت كاسترول بالمطالبة بذات الأمر.

 

تدخل الرعاة والحديث عن قضايا داخلية في المؤسسات أو الجهات التي ترعاها هو أمر غير مألوف، لكنه غير مستغرب تماماً. فالشركات تدفع مئات الملايين للارتباط باسم منظمة كالفيفا، وتدفع مئات الملايين للارتباط بحدث ضخم ككأس العالم. ودخول هذه الفعاليات في قضايا تسيئ لسمعتها هو أمر مسيئ للشركات الراعية كذلك.

أديداس قالت في بيانها: “إن الاتجاه السلبي للنقاش العام حول هذه فيفا في هذه الفترة هو أمر غير جيد لكرة القدم ولا الفيفا ولا شركاء الفيفا”.

تدخل الشركاء في هذا الوقت هو رد فعل استباقي لحماية صورة الشركة من أي هزة قد يحدثها ثبوت الاتهامات على فيفا. فهدف أي شركة من الاستثمار بشراكة ضخمة كهذه هو تحقيق قيمة إضافية لعلامتها ولن تقبل الاساءة لسمعتها.

كما أنه ووفقاً لتصريح من أحد مسؤولي التسويق في شركة براند رابورت، فإن الشركات تثبت للناس من خلال هذه البيانات أن هذه الشركات تؤمن بوجود جانب اجتماعي في رعايتها لأي حدث.

وحتى الآن لم يبقى من شركاء فيفا الستة (المستوى الأول من الرعاة) إلا شركة واحدة التزمت الصمت هي طيران الإمارات.

أما رعاة كأس العالم الثمانية (المستوى الثاني) فلم يتدخل منهم سوى شركتين (بدوايزر وكاسترول) حتى هذه اللحظة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*