خزينة الكرة

العلامة التجارية “بيليه” ترسم للجوهرة السوداء أثرى فترات حياته

مع بلوغ كل بطولة كأس عالم، يسيطر على المشهد الإعلاني بضع نجوم تسلط عليهم أضواء كاميرات الشركات وتتعاقد معهم كوجوه إعلانية لها. فمثلاً ميسي وكريستيانو رونالدو في 2010، زين الدين زيدان في 2006، رونالدو البرازيلي في 2002 وغيرهم. نجوم كانت الشركات تنتظر اقتراب كأس العالم لتطلق حملاتها الإعلانية التي تعتمد فيها على هذه الأسماء بشكل رئيسي لزيادة انتشارها.

ومع استمرار تكرار الحالة مجدداً في بطولة كأس العالم 2014 الجارية في البرازيل مع نجوم مثل ميسي ورونالدو ونيمار وديفيد لويز وروبن وغوتزه وغيرهم، إلا أن الملفت هو ارتباط عدد كبير من الشركات بالنجم البرازيلي الأسطوري بيليه ليكون سفيراً لهذه الشركات خلال السنة التي تستضيف فيها بلاده البطولة التي لطالما ارتبطت باسمه وإبداعاته.

[صورة]في البرازيل، تصميم كبائن هاتف تحمل صورة اﻷسطورة بيليه تزامناً مع إقامة كأس العالم في البلاد

بيليه، واسمه الأصلي “إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو” يبلغ من العمر 73 عاماً، واعتزل اللعب قبل حوالي 40 سنة. ولكنه يمر الآن بأثرى مراحل حياته والتي ستتيح له وربما للمرة الأخيرة من كسب الأموال مستفيداً من شهرته الكروية. والسبب الرئيسي في ذلك يعود لاستضافة بلاده لبطولة كأس العالم 2014. وعن هذا الأمر، نشرت بلوومبيرغ تقريراً عن بيليه وتسويق علامته التجارية سننقل لكم أهم ما جاء فيه، بالإضافة لمعلومات من مصادر أخرى كنا قد نشرناها في موقع خزينة الكرة أو حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول بيليه: “أحمد الله أن الأجيال المتوالية ما زالت تتابعني، لا يوجد شخص كامل لكنني أحاول بقدر المستطاع إيصال رسائل إيجابية.”

الأسطورة البرازيلية بيليه هو الشريك والمساهم الأكبر في شركة “سبورت 10” التي تجمع تحت مظلتها كامل حقوق هويته التسويقية وهي تأسست في 2012. وهناك في نيويورك الأمريكية، تعمل شركة تدعى “ليجيندز 10” أو “الأساطير 10” كوكيل حصري لشركة بيليه “سبورت 10″، ويملك تلك الشركة شخصان بريطانيان أحدهما مدير سابق لأعمال النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام أحد أهم اللاعبين الناجحين تسويقياً في تاريخ كرة القدم.

ونجح بيليه خلال السنتين الماضيتين في إبرام عدد كبير من عقود الرعاية مع كبرى الشركات العالمية والمحلية مثل بروكتر آند غامبل، فولكس واجن، طيران الإمارات، كارفور، صب واي، بانكو سانتاندير، كوكاكولا، هيد آند شولدرز، مشروب غولازو وغيرها. وتتنوع هذه الشراكات بين شراكات عالمية، إقليمية، ومحلية.

ويتوقع الرئيس التنفيذي لشركة “ليجيندز 10” أن تبلغ عوائد تسويق العلامة التجارية لبيليه في هذه السنة 25 مليون دولار، ومن الممكن أن ترتفع خلال سنتين لتصل إلى 100 مليون دولار بحلول أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. وتتنوع مصادر هذه العوائد بين ما يدفع للنجم الأسطوري للظهور في مناسبات معينة، وطرح منتجات مرخصة تحمل اسمه أو شعاره، عقود رعاية، فيلم عن حياته، كتاب عن مسيرته، وغيرها حتى وصلت لتصنيع قطع ألماسية تصور أهداف مسيرته.

كما قام بيليه أو الجوهرة السوداء كما يطلق عليه، في الأسبوع الماضي وتزامناً مع كأس العالم 2014 بافتتاح متحف خاص به في مدينته التي لعب بناديها العريق “سانتوس”.

يقول بول كيمسلي الرئيس التنفيذي لشركة “ليجيندز 10”: “ليس سراً أن كأس العالم والأولمبياد سيلعبان في البرازيل، وبيليه هو البرازيل، لذلك فتوقيت مثل هذه الصفقات مناسب جداً.”

بيليه افتتح قبل أشهر أول متجر لساعات هوبلوت السويسرية في أمريكا الجنوبية، والتي طرحت ساعة تحمل اسمه وتبلغ قيمتها أكثر من 19 ألف دولار، ومستوحاة من أحد أهدافه المقصية. الشركة السويسرية العريقة ستدفع لبيليه مبلغ 500 ألف يورو مقابل شراكتهما نقلاً عن مراسل شبكة بلومبيرغ.

]صورة]أسطورة البرازيل سفيرا لساعات هوبلوت في كأس العالم 2014

Pele-Hublot

وكان أكبر عقود بيليه إبان مسيرته كلاعب هو عند انتقاله لصفوف كوزموس نيويورك الأمريكي سنة 1975 وهو بسن الـ34، حينها تقاضى بيليه 6 مليون دولار على فترة 3 سنوات، وهي ما يعادل 23.2 مليون دولار بمعادلتها مع معايير التضخم اليوم. حينها امتلأت جنبات ملعب كوزموس بـ 77 ألف مشجع حضروا لمتابعة رمز كرة القدم في ذلك الحين.

ومر بيليه بعد اعتزاله بتجارب تجارية عديدة فشلت، منها إغلاقه لشركة تسويق رياضي تحمل اسمه في 2001، بعد فضيحة تتعلق بتنظيم أحد شركائه لمباراة خيرية. كما فشل في تجارته في قطاع التشييد والبناء والتي قال عنها أنه أعطى ثقته حينها للأشخاص الخطأ.

وتقول روز غانغوزا، مديرة أعمال بيليه في فترة لعبه في أمريكا عن تجربته في ذلك الحين: “بيليه وقع عدة عقود رعاية في تلك السنوات، أبرزها مع ماستركارد وبيبسي. إنه يدين بالفضل لأمريكا في اكتشاف فرصه التجارية. صحيح أن أروع سنوات بيليه كروياً كانت قبل لعبه في نيويورك كوزموس، إلا أن مجيئه إلى أمريكا هو ما أمن مستقبله بطريقة ثابتة. أمريكا جعلته يفكر بشكل مختلف، وتحول اسمه إلى علامة تجارية كما لم يكن من قبل.”

Pele-Pepsi

أخيراً، يقول الإنجليزي باتريك ناللي وهو من قام بدور الوساطة عام 1976 في إبرام صفقة رعاية كوكاكولا لبطولة كأس العالم والمستمرة إلى الآن: هذه آخر فرصة لبيليه للاستفادة بقوة من اسمه، وهي بفضل إقامة كأس العالم في بلاده. سأصاب بصدمة إن تمكن بيليه مجدداً بعد البطولة من الاستفادة من اسمه تسويقياً.

Pele-Puma2

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*