خزينة الكرة

تطور الجولات الاستعدادية للأندية … أهداف فنية أم تسويقية؟

الجولات الاستعدادية للأندية باتت عادة صيفية تقوم بها معظم الأندية الأوروبية، وتختلف وجهاتهم ما بين أمريكا وشرق آسيا إلى أستراليا وغيرها.

هذه الجولات تتخللها مباريات ودية ضد أندية من تلك البلاد، أو ضد أندية أوروبية أخرى متواجدة في نفس البلد. وفي بعض الأحيان يتم تنظيم بطولة مصغرة بمشاركة عدد من الأندية. الهدف هو العودة لأجواء كرة القدم وإعادة الإنسجام بين عناصر الفريق خصوصاً وأن الفترة الصيفية تشهد عادة تسجيل لاعبين جدد في النادي يحتاجون لمثل هذه المباريات قبل الدخول في البطولات الرسمية.

إلا أن أحد أهم أهداف هذه الجولات تكمن في الناحية التسويقية للنادي الذي يسعى لكسب شعبية جديدة في تلك المناطق، إضافة لكسب المال من خلال هذه الجولات.

جولات الأندية الاستعدادية ليست رياضية بحتة، بل تحفل بجوانب تسويقية. #ميلان في جولته الأمريكية في نيويورك زار أمس متجر 2 من شركاؤه هما أديداس ودولتشي آند غابانا

وهذه الناحية التسويقية لم تكن الهدف الرئيسي من الجولات الاستعدادية حين بدأ تطبيقها من قبل الأندية، بل مرت الجولات الاستعدادية للأندية الأوروبية تحديداً بعدة مراحل حتى وصلت للشكل الاحترافي التسويقي الذي نراه اليوم. موقع CNN نقل عن بروفيسور متخصص في الإدارة الرياضية الدولية في جامعة كوفنتري رأياً يقسم الجولات الاستعدادية لثلاث أجيال كان السائد فيها كالتالي:

الجيل الأول – كان الهدف هو التجهيز للعودة التدريجية للملاعب، بلعب مباريات ودية مع أندية متواضعة في البلاد، تكون بمثابة المباريات التجريبية قبل خوض غمار المنافسات الرسمية، ولا تخلو من الالتقاء بالجماهير “الوفية” المتواجدة في تلك المناطق.

الجيل الثاني – الهدف الرئيسي كسب المال، ومن خلاله تسافر كبرى الأندية الأوروبية لمناطق مختلفة من العالم للعب مباريات ودية بغض النظر عن الخصوم، والذين يكونون في بعض المرات أندية محلية، أو تشكيلة من نجوم الدوري المحلي، وأحياناً أندية أوروبية منافسة. الهدف هو تقاضي مقابل مادي للتواجد هناك ولعب هذه المباريات، إضافة إلى تسجيل حضور للنادي في هذه المناطق من العالم. الصورة العامة هي الحصول على مقابل مادي في المدى القصير.

JuvePreSeasonTour2014

الجيل الثالث – الهدف الرئيسي كسب المشجعين. وبدأت أساليب تعاطي الأندية من هذا الجيل في الظهور في العشر سنوات الأخيرة. وفيها تعمل الأندية على تنفيذ استراتيجيات تهدف تطوير وجودها في الأسواق المستهدفة، والتواصل والارتباط بشكل كبير مع المشجعين. ومن خلالها تقل أهمية الكسب المادي في المدى القصير مقابل الاهتمام بالمكاسب طويلة المدى. فمثلاً، الفائدة التي سيجنيها فريق ما من جراء إعجاب شخص أمريكي أو صيني بالفريق وتشجيعه ومن ثم شراء أطقمه ومنتجاته في كل سنة، هي أهم للأندية على المدى الطويل من الملايين التي سيجنيها النادي بلعب لقاء ودي. ولكن هذه الزيارات تتطلب أدوار أخرى مستمرة من الأندية تعزز الترابط والتواصل بينها وبين جماهيرها المتواجدة في تلك الأسواق لتحول المعجبين إلى مشجعين مخلصين للنادي.

فان خال منزعج من الالتزمات مع الرعاة

ولكن التركيز على هذه الجوانب يبدو أنه لا يعجب أصحاب القرارات الفنية، ففي المؤتمر الصحفي لمدرب مانشستر يونايتد الجديد لويس فان خال أبدى اندهاشه وعدم رضاه عن كثرة الارتباطات التسويقية والتجارية للفريق في جولته الإستعدادية في الولايات المتحدة الأمريكية مشيراً إلى كثرة التنقل والزيارات والسفر من ولاية لأخرى قد تؤثر على استعداد الفريق للموسم المقبل لا سيما مع عدد الرعاة الكبير لدى مانشستر يونايتد، مؤكداً أنه ناقش الإدارة في هذا الجانب لتفاديه في المواسم المقبلة.

louis-van_conf

أما نائب رئيس مانشستر يونايتد إد وودوارد فقد أكد أن الجوانب التسويقية لم تؤثر على أداء اللاعبين، لكنه أبدى اهتمامه بما طرحه فان خال، وقال أن التوقعات من قبل نادي كمانشستر يونايتد تختلف عن غيره من الأندية نظراً لاختلاف حجم الاهتمام به وشعبيته الجماهيرية. وقال وودوارد: “أحد أهم نقاط القوة لدى مانشستر يونايتد هي قدرتنا على استغلال الأمور بشكل تجاري. مجالنا الرئيسي هو لعب كرة القدم، لكن للنادي ذراع تجاري يتفاعل مع الفريق الكروي بما لا يؤثر على الأداء الرياضي، ونحن حريصين على الطريقة التي تم فيها بناء هذا الجانب في آخر 7 أو 8 سنوات. أحد أهم عوامل ارتباط الرعاة بالنادي هو إتاحة التواصل مع اللاعبين وقضاء وقت معهم. ولذلك، فإن عقود اللاعبين المتعارف عليها في البريميرليغ، تشمل تخصيص 6 ساعات أسبوعياً من كل لاعب لممارسة أنشطة تجارية وتسويقية وخيرية. ونحن نراقب بدقة من ومتى يتم القيام بتلك الأنشطة والفعاليات، وحافظنا في العامين الماضيين على متوسط بلغ 0.7 ساعة في الأسبوع للاعب الواحد.

اهتمام حكومي

ولا يتوقف التسويق في الجولات الاستعدادية على جلب الأندية لاهتمامات خارجية من شركات أو جماهير، بل أن جولة نادي ليفربول في أمريكا سيتم الاستفادة منها من قبل الغرفة التجارية في المدينة وهيئة تسويق مدينة ليفربول، اللذان سيستغلان تواجد ليفربول في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً مباراته ضد مانشستر سيتي في 30 يوليو لبحث فرص استثمارية مع أطراف أمريكية على هامش المباراة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*