خزينة الكرة

بنوك إسبانيا تتنافس على كعكة الليغا

البنوك حول العالم تهدف باختصار لجذب ودائع العملاء وإقراض عملاء آخرين، وبين هذه وتلك تفاصيل كثيرة تختلف باختلاف استراتيجية البنك والسوق المستهدف. هنا في خزينة الكرة سنسلط الضوء معكم على صراع البنوك الإسبانية في ساحة كرة القدم لاستقطاب العملاء، وذلك عبر استراتيجيات ووسائل مختلفة.

في إسبانيا يعمل عدد كبير من المصارف المحلية والدولية، وإذا نظرنا إلى أكبر البنوك في إسبانيا سنجد أن بنوك BBVA و CaixaBank و Santander هي دوماً من ضمن أكبر 5 بنوك في البلاد.

ذكرنا هذه الأسماء لأنها ناشطة جداً في الساحة الرياضية، والكروية تحديداً. فدعونا نلقي نظرة على ما قامت به لجذب شريحة الشباب والرياضيين إليها.

في 2006-2007 بدأ بنك بي بي في إي برعاية مسمى دوري الدرجة الثانية الإسباني الذي أصبح اسمه ليغا BBVA. وبعد سنتين وتحديداً من بداية 2008-2009 وسع البنك شراكته مع الليغا ليشمل دوري الدرجة الأولى الذي أصبح اسمه ليغا BBVA، فيما تحول دوري الدرجة الثانية إلى ليغا أديلانتي وهو أحد منتجات البنك الإسباني. استمر بنك BBVA راعياً لليغا لـ8 مواسم، حتى نهاية موسم 2015-2016 حين أعلن البنك أنه سيتوقف عن تمديد الرعاية، وعزا ذلك إلى تغيير في استراتيجية البنك التي ستتحول للتركيز على التحول إلى النواحي الرقمية على صعيد عالمي.

خلال تلك الفترة لم يكتف البنك برعاية مسمى الدوري، بل كان يقوم بمبادرات من ضمنها الترويج لخدماتها بمشاركة كاسياس وانيستا وغيرهم والذين كانوا سفراء للبنك.

خلال تلك الفترة، وتحديداً قبل 6 سنوات (2011-2012) بدأ بنك كايشا في استراتيجية مختلفة، البنك وضع هدفاً لأن يصبح البنك الرئيسي لأندية كرة القدم. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن أصبح لدى بنك كايشا اتفاقيات مع 16 نادي في الليغا و11 نادي في الدرجة الثانية على رأسهم ريال مدريد وبرشلونة.

كايشا بانك يهدف من خلال هذه الاستراتيجية للاستفادة من الشراكات في زيادة الوعي بعلامته التجارية، مع جذب وكسب العملاء في الساحة البنكية شديدة التنافس في اسبانيا. ولذلك، سخّر بنك كايشا شراكاته الرياضية وتحديداً في كرة القدم لدفع عجلة أعماله عبر تقديم تجارب ومزايا حصرية لعملائه.

آخر إحصاءات بنك كايشا توضح أنه منذ إطلاق البرنامج قام بإصدار 190 ألف بطاقة مصرفية مرتبطة بالأندية التي يرعاها، كما استقطب 15 ألف حساب للرواتب، وقام بتمويل 35 ألف تذكرة موسمية.

وبذلك يمكننا بكل وضوح أن نقول أن كايشا بنك نجح بالفعل في أن يكون البنك الرئيسي لأندية كرة القدم في إسبانيا.

وبعد نهاية عقد بنك BBVA لرعاية مسمى الدوري الإسباني بنهاية موسم 2015-2016، قررت رابطة الليغا عدم تسويق اسم الدوري لأي راعي، وقالت أن دوري الدرجة الأولى والثانية سيعرفان بالليغا والليغا2 على التوالي. إلا أن هذا القرار لم يستمر سوى لعدة أيام، حيث انقض مصرف آخر هو بنك سانتاندير، الذي استطاع إقناع رابطة الليغا للتخلي عن توجهها وبيع حقوق مسمى الدوري مجدداً وذلك قبل أيام من انطلاق الليغا الموسم الماضي. المدير العام لبنك سانتاندير رامي أبوخير قال عند التوقيع أن الشراكة مع أفضل دوري في العالم ستنعش نشاط شبكة فروع البنك المنتشرة في إسبانيا.

ضيق الوقت ربما منع بنك سانتاندير من تفعيل الرعاية في أول مواسمها بشكل ملفت، إلا أنهم ومع انطلاق هذا الموسم أطلقوا حملة مميزة، حيث سيتمكن عملاء سانتاندير من اختيار فريقهم المفضل في الليغا، وسيتم تحويل أهداف النادي في كل جولة إلى أموال مرتجعة على بطاقات الائتمان، حيث سيقوم البنك بإعادة 1 يورو لبطاقة المشجع عن كل هدف لفريقك لمن تتجاوز مشترياتهم الشهرية 300 يورو. فيما سيقوم بدفع 2 يورو عن كل هدف لمن تتجاوز مشترياتهم 500 يورو، وأخيراً 3 يورو عن كل هدف لمن تتجاوز فاتورتهم الشهرية الـ1000 يورو. وسيكون هناك مضاعفة للمبالغ في بعض الجولات أو المباريات.

في المقابل، نرى أن بعض البنوك ترتبط بعقود مع الأندية التي تمثل مناطقها. فمثلاً كوتشابانك هو بنك باسكي تأسس في 2012 باندماج عدد من البنوك في الإقليم، ومنذ 2015 وهو الراعي الرئيسي لنادي أتلتيك بلباو سفير إقليم الباسك وأشهر أنديتها في الليغا، كما يرعى فريق المدينة الآخر ريال سوسيداد، مختاراً الظهور على صدر قميص الأول وخلف قميص الثاني.

فيما يرعى بنك أبانكا نادي سلتافيغو ويعلن خلف الشورت، ويرعى كذلك نادي ديبورتيفو لاكرونيا ويعلن أسفل ظهر قميصه.

والغريب أن منتخب إسبانيا لا يملك ضمن رعاته حالياً أي بنك، وهو ما يثير الاستغراب على الأقل حتى اقتراب موعد كأس العالم 2018.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*