خزينة الكرة

كيف أثر انضمام اللاعبين السعوديين “مالياً” على أنديتهم الإسبانية؟

في مطلع عام 2018، وتحديداً يوم 21 يناير قبل إغلاق سوق الانتقالات الشتوية تفاجأ العالم بإعلان جماعي لانتقال 9 لاعبين سعوديين إلى الدوري الإسباني بدرجتيه الأولى والثانية إثر اتفاقية شراكة متعددة أبرمت قبلها بأشهر بين الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة لا ليغا الأسبانية.

ومن بين الصفقات الـ 9 الموقعة بنظام الإعارة إلى نهاية الموسم، تواجد 3 لاعبين في أندية تشارك في دوري الدرجة الأولى الإسباني “الليغا” هم سالم الدوسري مع فياريال، وفهد المولد مع ليفانتي، ويحيى الشهري مع ليجانيس، وهم من سيكونون محور تقريرنا هذا.

الأثر الفني لهذا الانتقال الذي جاء قبل أشهر من مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم نتج عنه غياب الثلاثي عن اللعب لفترات طويلة، حيث لم يشارك الشهري إطلاقاً مع نادي، فيما اكتفى فياريال بإشراك سالم في آخر 33 دقيقة من آخر مباراة، أما المولد فقد شارك في 26 دقيقة موزعة على مباراتين في آخر 3 جولات من الليغا.

وبعيداً عن الأثر الفني الذي أشبع طرحاً ونقاشاً في حينه، فإن المصادر الصحفية الإسبانية التي نقلناها لكم في خزينة الكرة آنذاك، أوضحت أن انتقال هؤلاء اللاعبين كان بمقابل مادي ستحصل عليه الأندية الإسبانية على شكل حوافز أو عقود تجارية تبلغ مليون يورو على الأقل.

الجماهير السعودية تفاعلت بشكل كبير مع هذه الصفقات، ما دفع ناديي ليغانيس وفياريال لإطلاق حسابات باللغة العربية في تويتر، فيما قام حساب ليفانتي بالتغريد بالعربية. وبالمجمل، شهدت حسابات تلك الأندية تفاعلاً ملفتاً، ونمواً في عدد المتابعين.

بعد ذلك بـ3 أسابيع، أعلن نادي ليفانتي عن توقيع عقد رعاية مع “جوي” العلامة التجارية التابعة لشركة الاتصالات السعودية لتصبح راعياً رسمياً ورئيسياً على صدر قمصان الفريق حتى نهاية الموسم. ثم تلاها بأيام إعلان توقيع “جوي” عقد لرعاية كم قمصان فريق فياريال حتى نهاية الموسم. قبل أن يبدأ شعار جوي بالظهور كذلك في المؤتمرات الصحفية وإعلانات ملعب نادي ليغانيس، لتكمل “جوي” التابعة لشركة الاتصالات السعودية رعايتها لأندية الليغا الثلاثة التي لعب لها الثلاثي السعودي.

واليوم، وبعد إعلان الأندية الإسبانية الثلاثة لنتائجها المالية لسنة 2017-2018، يمكننا أن نرى بوضوح الفرق في مداخيلها وتحديداً التجارية بين سنة 2016-2017، وبين سنة 17-18 التي شهدت انضمام الثلاثي السعودي في منتصفها.

فرغم تراجع إيرادات نادي فياريال في سنة 17-18 مقارنة بالسنة التي سبقتها، إلا أن النادي شهد ارتفاعاً في إيرادات الأنشطة التجارية والتي ارتفعت بـ 2.2 مليون يورو لتصل إلى 17.8 مليون يورو، وهي بمقاييس أندية الوسط في إسبانيا تعتبر زيادة كبيرة.

أما نادي ليفانتي فقد ارتفعت إيراداته بشكل كبير في 17-18 بسبب عودته إلى الليغا، حيث ارتفعت من 12.6 مليون إلى 53.6 مليون يورو، إلا أن إيرادات الرعايات والإعلانات ارتفعت كذلك بشكل واضح بأكثر من الضعف من 3.1 مليون إلى 7.5 مليون يورو.

وأخيراً نادي ليجانيس، رغم عدم توقع رعاية على القميص إلا أن إجمالي إيراداته ارتفع في 2017-2018 بواقع 8.7 مليون يورو جاء أكثر من نصفها من الزيادة في إيرادات التي شهدت قفزة تجاوزت الـ 200٪.

ومن هذه الأرقام، بالإضافة لأرقام أخرى تتعلق بميزانيات الأندية المرصودة للموسم الحالي يمكننا أن نستنتج أن ثمن احتراف الثلاثي السعودي في الليغا بلغ على الأرجح 2 مليون يورو لكل نادي لمدة 5 أشهر أي ما يعادل 25 مليون ريال سعودي، دون النظر للاعبين الـ6 الذين انتقلوا حينها لأندية الدرجة الثانية. فهل كانت صفقة مربحة لـ “شركة جوي” في نظركم؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*