خزينة الكرة

ماذا لو فشلت المكسيك في التأهل لكأس العالم؟

سؤال مهم.. ماذا لو فشل منتخب المكسيك في التأهل إلى كأس العالم 2014؟

المكسيك ستلعب يومي 13 و 20 من نوفمبر ضد منتخب نيوزلندا في لقائي ملحق الكونكاكاف – أوقيانوسيا المؤهل لكأس العالم في البرازيل. والمكسيك منذ استضافتها لمونديال 1986 لم تغب عن كأس العالم (باستثناء 1990 الذي أبعدت منه بعقوبة)، وعدم تأهلها سيشكل صدمة رياضية للبلاد إضافة لخسائر اقتصادية متنوعة سنتناولها في الأسطر القادمة نقلاً عن المكسيكي روجلينا روا خبير التسويق الرياضي الذي قدر هذه الخسائر بـ600 مليون دولار.

الجوائز المالية

لم يعلن بعد عن مجموع الجوائز التي سيتم توزيعها على المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2014، ولكنها ستزيد عن 2010، التي حصل فيها أقل منتخب على حوالي 9 مليون دولار جراء مشاركته، ويرتفع المبلغ كلما بلغ المنتخب أدواراً أبعد، وينتظر أن يعلن “فيفا” أرقام الجوائز خلال شهر ديسمبر.

النقل التلفزيوني

في المكسيك دفعت شبكتي تيليفيزا و تي في أزتيكا 100 مليون دولار لكسب حقوق نقل كأس العالم في البلاد طمعاً في تحقيق عوائد كبيرة جراء متابعة الشعب المكسيكي لمنتخب بلادهم، وعدم تأهله يعني مشاهدة أضعف من المتوقع للبطولة يترتب عليها عوائد إعلانية أقل. تأثير ذلك سيمتد للدوري المحلي، حيث تملك هاتين الشبكتين حقوق نقل العديد من منافسات الأندية المكسيكية!

الجارة الكبرى “الولايات المتحدة الأمريكية” لن تسلم من تبعات خروج المنتخب المكسيكي من كأس العالم إن حدث، فشبكة يوني فيجن كانت قد استثمرت 325 مليون دولار لنقل كأس العالم 2010 و 2014 في أمريكا باللغة الأسبانية. وشهدت خلال مباريات التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 نسبة مشاهدة عالية جداً تجاوزت معدلات مشاهدة الأمريكيين لمباريات منتخب بلادهم على شبكة “ESPN” المنافسة!

وباستعراض سريع للأرقام نجد أن مواجهة أمريكا ضد المكسيك قبل شهرين قد توبعت بالمتوسط من قبل 2.2 مليون مشاهد على القناة الإنجليزية، بينما تابعها 3.5 مشاهد على يوني فيجن بالإسبانية! فيما كانت مباراة المكسيك ضد الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 2010 قد حققت رقم المتابعة القياسي في تاريخ البث باللغة الأسبانية في الولايات المتحدة بمتوسط 9.2 مليون مشاهد!

مبيعات القمصان

نقلاً عن أديداس -التي تقوم بتزويد المنتخب المكسيكي بأطقمه- فإن الشركة كانت قد باعت 1.2 مليون قميص للمنتخب المكسيكي تزامناً مع نهائيات كأس العالم 2010، الرقم الذي قد يهبط بشكل حاد في حال خروج المنتخب المكسيكي من مباراة الملحق، لا سيما وأن شركة أديداس أعلنت بالفعل عن الطقم الجديد لمنتخب المكسيك والذي ارتداه في مباراته الأخيرة، وتأمل الشركة أن تراه على صدور اللاعبين في البرازيل.

MEXICONEW

ومن جديد، سنتحدث هنا عن توسيع دائرة التأثير إلى خارج المكسيك، لنصل إلى مبيعات منتجات الأندية قياساً بما حصل بعد مونديال 2010، والذي تألق فيه النجم هيرنانديز تشيشاريتو، لينتقل إلى مانشستر يونايتد جاذباً جماهيره ومحبيه لشراء قميص مانشستر يونايتد الذي يحمل اسمه ويصبح رابع أكثر لاعب بيعاً للقمصان في البريميرليغ ذلك الموسم، متفوقاً على نجوم كبار مثل فان بيرسي في أول مواسمه مع مان يونايتد.

وكنا قد تحدثنا سابقاً عن مدى تأثير خروج منتخب يضم نجوماً كباراً من تصفيات كأس العالم على أندية هؤلاء اللاعبين، وبإمكانكم العودة له بالضغط هنا.

السياحة والسفر

باختصار، أكثر من 15,000 مكسيكي سافروا إلى جنوب أفريقيا لمشاهدة منتخبهم في كأس العالم 2010، بمعدل انفاق يصل إلى 10,000 دولار لكل شخص! وبالتأكيد قرب بلد إقامة كأس العالم القادمة منها يعني زيارة أكبر من قبل الجماهير، التي وحتى فترة قريبة كانت من ضمن الجماهير الأكثر إقبالاً على شراء التذاكر بحسب ما أعلن “فيفا”.

ومما يؤكد الشغف المكسيكي بالسفر لكأس العالم القادمة هو إعلان الخطوط الأولى في البلاد “إيرومكسيكو” عن رحلاتها إلى ساوباولو في موقعها على الإنترنت بالحديث عن كأس العالم 2014.

وفي تصريح لرويترز قال السفير البرازيلي في المكسيك:

نتوقع تواجد 600,000 زائر من جميع دول العالم خلال فترة منافسات كأس العالم 2014، ونتوقع أن يشكل المكسيكيين منهم 50,000 زائر!

أثق بتأهل المنتخب المكسيكي، وأؤكد أن المنظمين يسعدون بتواجد منتخب يملك جماهير شغوفة كمنتخب المكسيك في كأس العالم.

الشركات الراعية

مثل أغلب المنتخبات العالمية، يملك المنتخب المكسيك عقود رعاية مع عدة شركات من قطاعات مختلفة، تنافست لكسب رعاية المنتخب أملاً في جني الأرباح من وراء هذا التأهل، الذي سيخذل أماني وتطلعات هذه الشركات في حال لم يحدث.

أبرز هذه الشركات أديداس وكوكا كولا وبي آند جي وفورد وفيزا، وهي عقود وقعت للفترة ما بين 2011 و 2014 ما عدا عقد كوكا كولا والذي يمتد لثمان سنوات (2011 – 2018) وذلك حسب المبالغ الموضحة في الصورة التالية:

Mexico2014

وبالطبع، فإن اقصاء منتخب كالمكسيك من الملحق، لن يحقق هداف الشركات من الرعاية -على المدى القصير-، وسيخفض من قيمة هذه الرعايات في العقود القادمة -على المدى البعيد-، لذا فمن المؤكد أن الشركات لن يقل حماسها وترقبها عن حماس وترقب الجماهير في هذا الأسبوع الحاسم.

تحديث في 14 نوفمبر 2013

فيديو من موقع ESPN يتحدث عن تبعات خروج المكسيك من كأس العالم على الاقتصاد. الفيديو باللغة الانجليزية ويتناول العديد مما ذكر أعلاه.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*