خزينة الكرة

خبراء الصحة يوجهون رسالة قوية للبريميرليج: لا تقبلوا برعاية شركات الكحول

مع اقتراب نهاية الموسم الكروي، والذي سيشهد في إنجلترا نهاية عقد رعاية بنك باركليز التاريخي للبريميرليغ، بدأت تتداول عدة سيناريوهات حول مستقبل رعاية الدوري الإنجليزي الممتاز، فوردت أنباء عن وجود عروض من عدة شركات لخلافة باركليز كراعي لمسمى الدوري وأبرزها شركة دياجيو وسامسونج وفورد وماستركارد.

بعد ذلك تركزت أكثر الأخبار حول الاسم الأول (دياجيو) شركة المشروبات الكحولية البريطانية، حيث أشارت مصادر صحفية إلى أن تنافسها مع باركليز قد يرفع العائد السنوي للرعاية من 40 مليون جنيه استرليني إلى 50 مليون جنيه استرليني.

إلا أن سكاي سبورت قالت أنها علمت أن البريميرليغ يسعى لتطبيق نموذج جديد بخصوص رعاية الدوري، حيث أنه لن يعتمد على راعي رئيسي لمسمى البريميرليغ، بل سيشترك عدة رعاة رئيسيين من قطاعات تجارية مختلفة برعاية المسابقة، مما سيحقق للدوري والأندية عوائد أكبر من خلال هذا النموذج المتبع في عدد من الأندية الكبرى حول العالم.

تداول اسم شركة دياجيو الكحولية واقترابها من رعاية البريميرليغ دفع المهتمين بالصحة في بريطانيا لرفع البطاقة الصفراء. ردة الفعل كانت من تحالف الكحول والصحة البريطاني (Alcohol Health Alliance UK) وهو تحالف بريطاني يضم أكثر من 40 منظمة وجمعية تهتم بالصحة والتقليل من الآثار السلبية لتناول الكحول على صحة المجتمع، حيث قام رئيس التحالف بإرسال خطاب إلى رئيس رابطة البريميرليغ جاء فيه:

رسالة مفتوحة من تحالف الكحول والصحة البريطانية
إلى العزيز سكودامور،
نكتب لك كمتخصصين في الصحة العامة لنعبر لكم عن قلقنا العميق إزاء التقارير التي تفيد بآن شركة دياجيو تعتزم التقدم لرعاية الدوري الإنجليزي الممتاز. فبالإضافة للتضارب الواضح بين شرب الكحول وممارسة الرياضة، فإن ربط الكحول بالرياضة من خلال الرعاية يعطي شرعية ومكانة للكحول مخالفة لما تسببه من أضرار صحية واجتماعية في الواقع.
شركات المشروبات الكحولية تسيطر بالفعل على الفعاليات الرياضية التي تجذب الصغار والكبار، مما خلق ربط تلقائي بين الكحول والرياضة بشكل تراكمي لا إرادي على مر السنين. وكنتيجة لذلك، بات الطفل ذو الـ10 سنوات على دراية كاملة بالعلامات التجارية لشركات المشروبات الكحولية، وذلك مع الارتباط الوثيق بينها وبين الأندية والمسابقات التي ترعاها. وهناك أدلة قوية على أنه كلما زاد تعرض الشخص لإعلانات الكحول كلما أدى ذلك لتناوله لها بشكل أكبر وكذلك في سن مبكرة.
إن رابطة البريميرليغ تقول أن استراتيجيتها هي دعم الأندية من خلال دورها كمركز للتواصل وبناء الشراكات الفعالة لإيصال تشكيلة واسعة من الأنشطة للشباب. فبالتالي، ومن وجهة نظرنا، سيكون من غير الملائم الترويج لطبيعة البريميرليغ كمنتج صديق للأسرة وكذلك الترويج لأنشطة تطوير النشء في ظل رعاية شركة خاصة بالكبار ولها آثار سلبية على الصغار والعوائل والمجتمعات في أنحاء البلاد. سيكون من المعيب لو قامت إحدى شركات التبغ برعاية البريميرليغ، لذلك نسأل لماذا تقبل الرعاية من قطاع الكحول وترفض من التبغ؟ الكحول كالتبغ، كلاها مواد مضرة من الدرجة الأولى.
في دراسة جديدة لتحالف الكحول والصحة البريطاني، وجدنا أن غالبية العامة أيدت وضع ضوابط وقيود على رعاية شركات الكحول للفعاليات الرياضية. فيما أيد ثلثي المشاركين في الدراسة أن رعاية شركات الكحول للبطولات الرياضية ترسل رسالة لصغار السن مفادها أن تناول الكحول هو جزء طبيعي من الاستمتاع بهذه الرياضات.
إن سعي دياجيو لرعاية البريميرليغ هي كذلك في نظرنا محاولة سافرة لتسخير إثارة وبريق الدوري الإنجليزي لدفع استهلاك منتجاتها في الأسواق النامية. العديد من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في آسيا وأفريقيا والتي تتم متابعة البريميرليغ فيها بشكل كبير لديها تعداد سكاني صغير السن لا ينتشر عندها تناول الكحول بشكل كبير، بل يوجد فيها الكثير من الممتنعين عن تناولها. إضافة لذلك فإن النظام الصحي في هذه البلدان ليس لديه القدرة الكاملة على التعامل مع الأعباء الصحية الناتجة عن أي إفراط في تعاطيها. واستهداف أسواق جديدة في دول نامية عن طريق ترويج الكحول وحملات الرعاية تخالف الاستراتجية الدولية للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
بصفته الدوري الأكثر متابعة في العالم، أنتم في موقع المسؤولية للترويج لأساليب الحياة الصحية وإلهام الناس بالمشاركة بها وممارستها. ندعوكم لحماية صحة ورفاهية الشباب في العالم من خلال الحصول على مصادر لرعاية الدوري من خارج قطاع الكحوليات.
مع تحيات،
البروفيسور السير يان جيلمور
رئيس منظمة الصحة والكحول البريطانية

[scribd id=260475804 key=key-vaqIUTLD9yg7ZWPkk0YD mode=scroll]

يشار إلى رعاية شركات المشروبات الكحولية للأنشطة الرياضية تعتبر محظورة في عدد من الدول مثل فرنسا والنرويج. كما أن حكومات إيرلندا ونيوزلندا تعمل على حظرها. وسبق لعدد من الأطباء البريطانيين أن طالبوا بمنع إعلانات الكحول في الفعاليات والأندية الرياضية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*