خزينة الكرة

إنفانتينو يقدم مقترح الدوري العالمي وكأس العالم للأندية بشكلها الجديد

قدم جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مقترحاً لإقامة بطولة أشبه بكأس عالم مصغرة، بمشاركة 8 منتخبات كل عامين دون المساس بنهائيات كأس العالم التقليدية.

وستكون البطولة الجديدة، التي ستعرف باسم “الثمانية الكبار”، بمثابة الدور النهائي لمسابقة “دوري الأمم” بمشاركة أكثر من 200 منتخب وطني حول العالم، والتي تعد ضمن خطط طموحة لتطوير كرة القدم العالمية، ويعتقد الفيفا أنه يمكن بيع حقوقها لشركات مهتمة بالاستثمار مقابل 25 مليار دولار لمدة 12 عاماً.

وفي خطاب اطلعت عليه رويترز قال إنفانتينو إن البطولة المقترحة ستقام في أكتوبر و/أو نوفمبر من كل عام فردي بدءا من 2021، دون أن يحدد الخطاب عدد منتخبات كل قارة في هذه البطولة المقترحة، مؤكداً أن هناك رغبة من مجموعة “جادة وقوية” من المستثمرين لدفع 25 مليار دولار مقابل حقوق هذه البطولة إضافة إلى نسخة معدلة لكأس العالم للأندية وبمشاركة 24 فريقا بدءا من 2021.

وفي المقابل ووفقا لهذا المقترح سيتم إلغاء كأس القارات التي تقام حاليا كل أربع سنوات قبل عام واحد من نهائيات كأس العالم. وبحسب رويترز، فإن ذلك قد يثير انتقادات بداعي تعقيد الفيفا للمنافسات الدولية والتقليل من قيمة بطولة كأس العالم الأكثر شهرة والتي قرر الفيفا بالفعل زيادة عدد منتخباتها من 32 إلى 48 بداية من مونديال 2026.

وكان كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونظيره في أمريكا الشمالية والوسطى ودول الكاريبي (الكونكاكاف) قد أسسا بالفعل بطولة جديدة يطلق عليها دوري الأمم. وفي الحالتين تتضمن البطولة كل المنتخبات الوطنية في المنطقة ويتم تقسيم الفرق بناء على تصنيفها. حيث يطبق خلالها الصعود والهبوط بين منتخبات المناطق المختلفة كما يحدث في مسابقات الدوري المحلية. وستبدأ بطولة دوري الأمم الأوروبية الجديدة في سبتمبر المقبل. وستكون باقي القارات في حاجة إلى إقامة مسابقات مشابهة حتى يمكن تطبيق البطولة المقترحة.

وأكد إنفانتينو أن كل أرباح البطولة سيعاد توزيعها وقال “هذا يعني أن الفيفا كمؤسسة لن تستفيد ماليا من المسابقة، نعتقد أن هذا العرض يشكل فرصة ممتازة للقارات ولأعضاء الاتحادات ولكرة القدم بشكل عام”.

وبحسب الخطاب الذي نشرت اسوشييتد برس بعض تفاصيله والذي كان يخص الاتحاد الأوروبي، فقد أوضح الخطاب إمكانية حصول أعلى 5 منتخبات أوروبية على مبلغ يتراوح بين 37.5 مليون إلى 50 مليون دولار مقابل المشاركة في نسخة واحدة من دوري الأمم الأوروبية من 6 مباريات، وستحصل المنتخبات المتأهلة إلى “الثمانية الكبار” على 15 مليون دولار إضافية، فيما سينال المنتخب الذي يحقق اللقب 10 مليون دولار والوصيف 5 مليون دولار. وهذا يعني أن المنتخب الأوروبي الذي يحقق البطولة يمكنه جمع 75 مليون دولار في مشواره، مقارنة بـ38 مليون دولار ينالها بطل كأس العالم 2018.

وتعتقد الجهة الاستثمارية المهتمة بشراء حقوق البطولتين الجديدتين، أنها تستطيع ضمان 25 مليار دولار من العوائد للفيفا خلال فترة 12 سنة، وهي عبارة عن 13 مليار دولار عوائد لبطولة “دوري الأمم”، و12 مليار دولار لبطولة كأس العالم للأندية.

وسيمتلك الفيفا بموجب المقترح المطروح 51٪ من الشركة التي سيتم إنشائها مع المجموعة الاستثمارية (من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية) والتي ستقوم برعاية البطولة تجارياً إضافة لتملكها حقوق البث ومبيعات التذاكر من 2021 وحتى 2033، والتي أشارت أنباء في وقت سابق أن من بين التحالف الاستثماري صندوق “سوفت بنك”.

وفي أول ردة فعل، أعلنت رابطة الدوريات الاوروبية لكرة القدم -والتي تمثل البطولات الكبرى في قارة أوروبا-، أمس الخميس معارضتها للمقترحات التي تقدم بها رئيس الفيفا، حيث اعتبرت في بيان رسمي لها أن سعي فيفا لاستحداث مشروع الدوري العالمي، هو بمثابة فتح “علبة من الديدان”، في إشارة الى التعقيدات التي قد يسببها هذا الاقتراح.

ونقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، قال رئيس الرابطة لارس كريستر أولسون في انتقاد ضمني لانفانتينو الذي يعتبر صاحب الفكرة “هذا الاجراء يذكرني بأساليب فيفا القديم الذي اعتقدت بأنها اصبحت وراءنا. ما نراه هو غياب تام للاستشارة او الشفافية وتلاعب متعمد من قبل صناع القرار في فيفا من خلال تقديم هذه المقترحات”.مؤكداً بأن رابطة الدوريات الاوروبية “تعارض بشدة” هذا المشروع لا سيما في ظل القلق المتزايد من زحمة البرنامج والخوف من ان الايرادات ستغني أندية النخبة على حساب الاندية الاخرى، ما سيزيد من الاختلال في المستوى في البطولات المحلية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*