خزينة الكرة

تقنية خط المرمى هل هي مكلفة أم في متناول اليد؟

أثار هدف لم يحتسب لنادي النصر ضد نجران وآخر ضد الرائد في الأسبوعين الماضيين الرأي العام كثيراً.

الهدفان تجاوزا خط المرمى كما أظهرت اللقطات التلفزيونية والصور الفوتوغرافية، ولكن حكام المباريات لم يستطيعوا ملاحظتها.

وتعتبر الأهداف التي تتجاوز خط المرمى مشكلة أزلية في تاريخ كرة القدم، لطالما ما سببت جدالاً بين المتضرر والمستفيد، يظل أشهرها هدف منتخب إنجلترا المحتسب في نهائي كأس العالم 1966 الذي أحرزت لقبه ضد ألمانيا، قبل أن يعيد التاريخ نفسه بين نفس المنتخبين بصورة انتقامية في مونديال 2010 حين تجاوزت الكرة خط المرمى دون أن يشاهدها الحكم.

تكرار هذه الأحداث في السنوات الأخيرة دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم للتوجه لخيار التقنية، وذلك عبر اعتماد تقنية خط المرمى إذ قامت عدة شركات بتطوير تقنيات لمساعدة الحكام على اتخاذ هذه القرارات الحساسة. ومن بين نحو 9 تقنيات قدمت للفيفا تم اعتماد تقنيتين من قبل الاتحاد الدولي هي جول كونترول الألمانية وعين الصقر البريطانية.

رئيس النصر طالب بعد مباراة الرائد باستخدام تقنية خط المرمى، وبعد أن أوقعت عليه لجنة الانضباط عقوبة مالية بلغت 50 ألف ريال، عاد وطالب بتوفير التقنية بدلاً من الغرامة. رئيس لجنة الحكام عمر المهنا سبق أن تحدث عن ارتفاع تكلفة هذه التقنية.

أما أمين عام الاتحاد السعودي أحمد الخميس فقد سبق أن أكد أن التقنية عرضت على اتحاد الكرة وتم صرف النظر لارتفاع التكلفة.

سنلقي نظرة في الأسطر القادمة إن كانت بالفعل تقنية خط المرمى عالية التكاليف أم أنها في متناول اليد؟

في البداية، يجب أن نعرف أن هذه التقنية لم تستخدم بعد على نطاق واسع حول العالم. الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اعتمدها في مسابقاته مثل كأس العالم وكأس القارات وكأس العالم للأندية، الاتحاد الأوروبي لا زال يعتمد وجود 4 حكام مساعدين عوضاً عن ذلك. أما الدوريات الأوروبية الكبرى، فلم يستخدمها فعلاً سوى الدوري الإنجليزي، بينما اعتمد الدوري الألماني والدوري الإيطالي استخدامها انطلاقاً من الموسم القادم، ولا زال الدوري الإسباني ينتظر الوقت المناسب للموافقة على البدء في استخدامها.

لا يوجد سعر واضح وثابت لتجهيز الملاعب بهذه التقنية، فالتكاليف المعلنة تختلف من بلد لآخر وتختلف كذلك بحسب الشركة ونوع التقنية. علماً أن التكلفة تشمل تركيب المعدات والكاميرات في الملعب إضافة للمصاريف التشغيلية. رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني صرح في وقت سابق عن رفضه لاستخدام تقنية خط المرمى، مبيناً أنها مكلفة جداً لدوري أبطال أوروبا وقال “ستكلفنا نحو 54 مليون يورو على مدى 5 سنوات لتركب في جميع ملاعب الأندية المشاركة في المسابقات الأوروبية، هي تكلفة عالية جداً لمراقبة خطأ قد يحدث مرة كل 40 سنة”.

الدوري الإنجليزي كان أول دوري كرة قدم في العالم يعتمد استخدام تقنية خط المرمى، وتحديداً “عين الصقر”، وتم تجهيز ملاعب أندية البريميرليغ الـ20 بها، وبحسب التقارير الصحفية فإن تكلفتها بلغت 250 ألف جنيه (مليون ونصف ريال) لكل ملعب.

رابطة الدوري الألماني رفضت في اجتماعات سابقة لها استخدام التقنية لكلفتها العالية، إذ كشفت صحيفة شبيغل الألمانية في بداية 2014 أن استخدام الشريحة المدمجة في الكرة سيكلف كل نادي نحو 250 ألف يورو في الموسم، فيما سيكلف استخدام “عين الصقر” حوالي 500 ألف يورو (2.2 مليون ريال) سنوياً. الأندية عادت بنهاية السنة الماضية ووافقت على استخدامها من الموسم المقبل في تكلفة قدرت بـ150 ألف يورو (650 ألف ريال) للملعب الواحد.

وبعد البونديسليغا بأيام، اعتمد الدوري الإيطالي استخدام التقنية بدءاً من الموسم القادم، وستتراوح تكلفتها بين 150 ألف إلى 170 ألف يورو للملعب الواحد، وستتشارك الأندية ورابطة الدوري في تحمل تكلفتها.

رئيس رابطة الدوري الفرنسي بدوره يرى أن التقنية غالية والحاجة لها نادرة.

أما المفوض الرسمي للدوري الأمريكي لكرة القدم فقد أبدى عدم استعداد دوريه لجلب تقنية خط المرمى مؤكداً أنها مكلفة وأن الدوري الأمريكي يسعى لترتيب أولويات أوجه صرف أمواله.

وتعمل تقنية عين الصقر من خلال تركيب 14 كاميرا عالية الدقة والسرعة في سطح الملعب (7 موجهة لكل مرمى) تتمكن من التقاط الكرة وترسل إشارة عند تجاوزها لخط المرمى لساعة الحكم خلال ثانية واحدة.

GOALLINEEXPLAIN

وبعد هذه الجولة السريعة على تكلفة تقنية خط المرمى في ملاعب العالم، هل ترون أن تكلفتها بسيطة أم أن أنديتنا لديها أولويات تستحق توجيه أموالها إليها؟ وهل تعتقدون أن ملاعبنا مهيأة لاستقبال وتركيب هذه الكاميرات؟ ننتظر ارائكم في خانة التعليقات أو عبر حساباتنا في تويتر أو فيسبوك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*