خزينة الكرة

ما هي الرياضة الإلكترونية “Esports”؟

في الأشهر الأخيرة تسابقت عدة أندية أوروبية كبرى للإعلان عن توقيعها عقوداً مع لاعبين جدد سيمثلون النادي، ولكن دون أن يركلوا الكرة فعلياً. هؤلاء اللاعبين سيكونون ممثلين للأندية في بطولات الرياضة الإلكترونية. التوجه الجديد للأندية حول العالم. فما هي الرياضة الإلكترونية، ولماذا توجهت لها الأندية؟

مصطلح الرياضة الإلكترونية أو (Esports) يطلق على شكل من أشكال المنافسات التي تنظم عبر لعب ألعاب الفيديو بمشاركة عدد من اللاعبين المحترفين في هذا المجال. وفي السنوات الأخيرة أصبح هناك عدد من البطولات الدولية المعتبرة لعدد من الألعاب تحظى بنقل مباشر وحضور جماهيري لفعالياتها إضافة لرصد جوائز مالية قيمة ورواتب للاعبين.

شركة نيوزوو، وهي شركة أبحاث متخصصة بالرياضة الإلكترونية، قالت أن القاعدة الجماهيرية للألعاب الرياضية الإلكترونية في 2015 وصلت إلى 230 مليون شخص حول العالم، وهذا العدد يتوقع أن يصل إلى 427 مليون في 2019. فيما يتوقع أن تبلغ إيرادات هذا القطاع 893 مليون دولار هذا العام من خلال الإعلانات ومبيعات التذاكر والرعايات وبيع المنتجات، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 19٪ عن السنة الماضية.

esports-fans-3

وفي 2018، يتوقع أن ترتفع إيرادات الـEsports  إلى 1.1 مليار دولار، بدعم مباشر من مصادر دخل مختلفة مثل المراهنات ومنصات منافسات الهواة، وذلك بحسب تقرير نشرته شركة سوبرداتا للأبحاث.

وتعتبر القارة الآسيوية السوق الأكبر للرياضة الإلكترونية إذ تحقق بمفردها 328 مليون دولار من إيرادات هذا القطاع في 2015. فيما تأتي أمريكا الشمالية كثاني أكبر الأسواق (275 مليون دولار)، ثم أوروبا بـ269 مليون دولار.

وبالنظر لمصادر الدخل في الرياضة الإلكترونية بشكل مفصل، فإن الرعاية والإعلانات تشكل 75٪ من إجمالي الإيرادات المتوقعة لهذا العالم بواقع 661 مليون دولار، فيما تشكل الجوائز 9٪، ومواقع المراهنات وألعاب الفانتسي 7٪.

esports-revenue

نادي وستهام كان أول نادي إنجليزي طرقاً لهذا الباب بتوقيعه مع وصيف كأس العالم التفاعلية للعبة فيفا الشهيرة شون آلان. وتبعه عدة أندية من بينها مانشستر سيتي الذي وقع مع كيز براون لتمثيل النادي في المنافسات العالمية، وكذلك إثراء محتواه الرقمي والتواصل مع الجماهير بحسب ما أعلن النادي.

وتأمل الأندية من خلال هذه المبادرات ووجود لاعبين ممثلين لها الاستفادة من الانتشار الذي تحققه لها البطولات الإلكترونية كما سيتيح لها التواصل مع شرائح جماهيرية جديدة.

وهذه الظاهرة لم تقتصر على الأندية الإنجليزية، بل انتشرت في كافة الدوريات الأوروبية، فمثلاً نادي فالنسيا أصبح أول نادي إسباني يعتمد فريقاً للرياضة الإلكترونية سيمثل النادي حول العالم. أما نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي فاتخذ خطوة إضافية بانشائه قسم خاص بالرياضة الإلكترونية في النادي وضم أحد نجوم لعبة فيفا حول العالم ونجح بالتوقيع مع 5 شركات راعية لهذا القسم.

ولا تقتصر المشاركة على لعبة فيفا أو لعبات الفيديو المتعلقة بكرة القدم، بل توجهت عدة أندية للمشاركة في بطولات لألعاب شهيرة مثل “ليج أوف ليجيندز” أحد أنجح ألعاب الفيديو في التاريخ، وهي لعبة متعددة اللاعبين تلعب على الانترنت وهي من فئة ألعاب المعارك والصراعات. فنادي فالنسيا شارك فيها، وكذلك نادي شالكه الألماني، أسس فريقاً للمشاركة في منافساتها قبل أن ينشئ فريقاً ينتظم في مشاركات لعبة فيفا. شالكه يهدف للوصول لقواعد جماهيرية محلية وعالمية جديدة، وكذلك لزيادة جاذبيته خارج إطار المستطيل الأخضر.

esports-valencia

يقول مدير التسويق في نادي شالكه ألكسندر جوبست “هناك تقريباً 70 مليون شخص يلعبون ليج أوف ليجيندز شهرياً، وهناك احتمالية كبيرة أن يكون عدد كبير منهم مهتمون في كرة القدم، لذا فإننا نهدف لأن ينتمي من يحب كرة القدم وهذه الألعاب إلى فريق واحد هو شالكه”.

ولا يعتبر شالكه الفريق الألماني الوحيد الذي اهتم بالرياضة الإلكترونية، بل سبقه فولفسبورغ. أما العملاق البافاري بايرن ميونخ فأكد أنه يقيم الوضع، قبل أن يقرر الاتجاه إلى الرياضة الإلكترونية من عدمه.

وفي فرنسا، وضمن عدة مبادرات طرحتها رابطة الدوري الفرنسي مطلع هذا الموسم، أعطى مجلس إدارة الرابطة الضوء الأخضر لتنظيم بطولة إلكترونية بالشراكة مع شركة EA Sports المنتجة للعبة فيفا الشهيرة، وذلك بفكرة مبتكرة تهدف لضم ممثلين عن أندية الدوري الـ20. وتأتي هذه المبادرة في وقت يزداد فيه الاهتمام بالرياضة الإلكترونية في فرنسا، حيث يلعب 14.1 مليون شخص بشكل متقطع، فيما يلعبها 7.3 مليون شخص بشكل مستمر.

esportsfans2

رئيس رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أكد أن الألعاب الإلكترونية أحد أكبر المنافسين للبريميرليج، وهذا ما قد يفسر توقيع البريميرليج مع شركة EA Sports عقداً أصبحت بموجبه الشريك الرئيسي للدوري الإنجليزي.

وفي صفقة تهدف لتشريع هذا الشكل من المنافسات على نطاق أوسع، وقع الاتحاد الدولي للرياضة الإلكترونية عقد شراكة مع مجموعة علي بابا للرياضة، التابعة لشركة علي بابا الصينية التجارية العملاقة تشمل استثماراً من الشركة بقيمة 150 مليون دولار. وتهدف الشراكة لخلق منافسات فريدة من نوعها لمنافسات الرياضة الإلكترونية حول العالم وجعلها “أسلوب حياة” على حد تعبير الشركة العملاقة.

وتنافست أندية العالم وتحديداً الدوريات الأوروبية الكبرى مؤخراً لتوقيع عقود شراكة مع أحد قطبي كرة القدم في ألعاب الفيديو: فيفا وبرو إيفولوشن سوكر، وهي عقود بجانب فوائدها التسويقية والتجارية، إلا أنها تقدم للأندية مخزوناً ثرياً من البيانات التي تعتمد عليها الأندية في قراراتها التجارية المستقبلية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*