خزينة الكرة

تقرير: الدوافع الأساسية خلف شراء الأندية

قبل سنوات، نشرنا مقالاً بعنوان “ما الذي يدفع الأثرياء لشراء أندية كرة القدم؟” حاولنا خلاله الإجابة على هذا السؤال المتكرر، مستندين فيه على تحليلات قام بها موقع البي بي سي، وتستطيعون العودة له من خلال الضغط على الرابط التالي.

ما الذي يدفع الأثرياء لشراء أندية كرة القدم؟

ومع مرور السنين، وتنوع أوجه الاستثمار في أندية كرة القدم وتحديداً في أوروبا، تتجدد التحليلات والقراءات في هذا الشأن. ومؤخراً، نشرت شركة كي بي إم جي للدراسات الاستشارية تقريراً مختصراً بعنوان “الدوافع الرئيسية خلف شراء أندية كرة القدم المحترفة“، سنلخص لكم هنا في موقعكم “خزينة الكرة” أبرز ما جاء فيها.

أندية كرة القدم الأوروبية أصبحت وبشكل متزايد هدفاً للمستثمرين. ومؤخراً، باعت مجموعة سيتي فوتبول المالكة لمانشستر سيتي أكثر من 10٪ من حصتها لشركة سيلفر ليك الاستثمارية الأمريكية مقابل نحو 500 مليون دولار. وقبل ذلك دفع رجل الأعمال الأمريكي-الإيطالي 165 مليون يورو لشراء نادي فيورنتينا الإيطالي من عائلة ديلا فالي. وحسب التقارير المتداولة حالياً، اقترب رجل الأعمال الأمريكي دان فريدكين من شراء نادي روما الإيطالي بحوالي 780 مليون يورو، فيما تتداول أنباء عن مفاوضات متقدمة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي مقابل 340 مليون جنيه إسترليني.

هناك عدة نماذج لملاك أندية كرة القدم: من رجال الأعمال المحليين المعروفين، إلى المليارديرات الأجانب، ومن شركات الاستثمارات الخاصة إلى مجموعات المشجعين. ملاك الأندية غير متماثلين في تنوع أشكالهم والدوافع التي تقودهم.

ويمكن تصنيف ملاك الأندية حسب تركيز القيمة التي يسعون لها بناء على الشكل التالي والذي يضم: الملاك السياسيين، الملاك الدوليين، والملاك المحليين، والملاك المشجعين.

الملكية السياسية (رأس المال الاستراتيجي)

نشر الصورة الإيجابية وبناء العلامة التجارية

أندية كرة القدم هي أصول فريدة من نوعها، غالباً لها مشاهدة عالية، وتجذب انتباه مجموعات ضخمة من الناس والجماهير. لذلك، هي وسيلة تعمل كقنوات تواصل ومنصات إعلامية. هي لا تنقل فقط معلومات حول إنجازات الفريق وأنشطته للجماهير، بل تنقل رسائل الشركاء التجاريين والرعاة بطريقة فعالة وجاذبة للانتباه. نادي كرة القدم يمكن أن يكون مَركبة للدول والشركات والأفراد لتنمية الوعي بعلامتهم التجارية وتحسين الصورة العامة.

على سبيل المثال، باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي ينظر إليهم غالباً كسفراء لدول ملاكها، قطر والإمارات. مثال آخر هو إي سي ميلان الإيطالي، الذي كان مملوكاً لنحو 30 سنة من قبل رجل الأعمال ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني.

قدرة إعلانية فريدة

بالتشابه مع الدوافع السابقة، ملاك الأندية قد يختارون الاستفادة من العلامة التجارية وفرص الرعاية لشركات أو منتجات أخرى يملكونها أو يرتبطون بها، وذلك من خلال أنديتهم. أحد الأمثلة هي حالة مايك آشلي، الذي من خلال ملكيته لكل من شركة سبورتس دايركت ونادي نيوكاسل تمكن من الاستفادة من المساحات الإعلانية المميزة مثل تسمية الملعب والظهور في النقل التلفزيوني وغيرها وذلك لتنمية العلامة التجارية لشركته.

الدوافع الجيوسياسية

في السنوات القليلة الماضية شهد عالم كرة القدم توسع في الاستثمارات الصينية والتي جاءت غالباً على شكل الاستحواذ على أندية أوروبية. الحكومة الصينية وضعت هدفاً لتطوير ونمو كرة القدم، وتمكينها من خلال شراء عدة أندية عملت كشكل من أشكال القوى الناعمة لتحقيق مكانة سياسية معينة أو الاستفادة من وضع نفسها في مكانة تجارية مفيدة في أحد أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم. استخدام الأندية كقوة ناعمة يمكن أن يطبق كذلك عند الدخول لأسواق خارجية جديدة، والاستحواذ الصيني حديثاً على 3 أندية مقرها في بيرمنجهام مثال واضح على ذلك.

شبكة علاقات

بكونك مالك لنادي، فإن ذلك يقدم فرصة فريدة للقاء أشخاص ذو نفوذ كبير والاجتماع بهم. علاقات كثيرة تم بنائها من خلال الوصول لمجالس إدارات أندية القمة في كرة القدم، كما أن ذلك يقدم للملاك منصة ترفيهية مبهرة للوجوه المشهورة والمؤثرة التي ترغب بحضور المباريات.

الملكية الدولية (رأس المال الاقتصادي)

تعظيم الأرباح المالية

في السنوات الأخيرة ومع قفزات عوائد حقوق النقل (تحديداً في بريطانيا)، أصبح تزايد الاستدامة المالية التي عززتها أنظمة اللعب المالي النظيف سبباً رئيسياً خلف الاستثمار في أندية كرة القدم وإدارتها كمنشأة تجارية في سبيل تحقيق أرباح وتنمية قيمتها. مثال على ذلك هو مانشستر يونايتد، المملوك لعائلة غليزر المعروفين كملاك لنادي رياضي أمريكي قبل قرارهم بالاستحواذ على اليونايتد. اختيارهم لمانشستر يونايتد كهدف للاستحواذ كان بسبب وجود النادي في وضع جيد للنجاح تجارياً. ملاك أمريكيين آخرين شهدوا نمواً أكبر لأنديتهم داخل وخارج الملعب، أبرزها ليفربول المملوك لمجموعة فينواي الرياضية.

إمكانية النمو دولياً

الاهتمام بكرة القدم نما بشكل واضح في العقود الثلاثة الماضية على الصعيد الدولي. هذا النمو تسارع بوجود الإنترنت وتطور منصات الإعلام الرقمي في السنوات الأخيرة. هذا النمو جذاب للملاك المحتملين الذي يودون أن يكونوا جزء من هذه الظاهرة.

إذا وجد المستثمر الفريق المناسب، وطبق استراتيجية ناجحة، وكذلك وجد الوقت المناسب، فإن عوائد حقوق النقل المزدهرة والإيرادات التجارية المتنامية يمكن لها تحقيق عائد على الاستثمار وأرباح للنادي. يقول روري ميلر الأستاذ في جامعة ليفربول “أندية كرة القدم ينظر لها كأصول للبطولات. طالما استمر النادي بالأداء داخل الملعب بنفس المستوى الذي كان حين شراء النادي، فإنها ستحافظ على قيمتها الاقتصادية، وعلى الأرجح سترتفع قيمتها. هي استثمار طويل الأجل التي يمكنك أن تأمل بارتفاعها”.

اعتبارات ضريبية

لبعض الملاك، من الممكن أن يكون من المفيد لهم رفع العبء الضريبي عن طريق تعزيز العلاقات بين شركاتهم (الرابحة) ونادي كرة القدم (الخاسر).

المضاربة على المكاسب المستقبلية (التأهل لدرجة أعلى)

تحديداً في إنجلترا، أحد الأسباب خلف المستوى العالي من النشاط الاستثماري في الدرجات الدنيا من الدوري هي المكافأة المحتملة نظير التأهل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا يمكن النظر له كمضاربة: في أغلب الحالات ستتطلب استثمار كبير في تشكيلة الفريق (انتقالات ورواتب) لتحقيق هذا الهدف، ما قد يسبب في حالات كثيرة بخسائر مالية في نهاية المطاف. ولكن المكافآت الكبيرة في البريميرليغ من الممكن أن تغطي وأكثر هذه الخسائر، إلا أنه في حال عدم تحقق الهدف المنشود في فترة قصيرة، فإن الخسائر المتراكمة من الممكن أن تكون مدمرة للنادي.

شيفيلد يونايتد وعبدالله بن مساعد .. القصة التي لم تكتب أجمل فصولها بعد

أندية تشتري أندية أخرى

الخبرات في إدارة أندية كرة القدم مهارة يمكن الاستفادة منها في النمو العالمي لصناعة كرة القدم. أفضل مثال على ذلك هو مجموعة سيتي فوتبول: المجموعة المالكة لعدة أندية أبرزها مانشستر سيتي. هذا مثال واحد لكنه ليس الوحيد الناجح للملكية المتعددة لأندية كرة القدم. مجموعة سيتي فوتبول استثمرت بشكل استراتيجي في أندية أخرى حول العالم وتملكت حصص في أندية في إنجلترا وإسبانيا وأمريكا وأستراليا واليابان والأوروغواي والصين والهند.

تملك عدة أندية .. ما أهدافه وما مخاطره؟

الملكية المحلية (رأس المال الحضاري) وملكية المشجعين (رأس المال الاجتماعي)

روابط قوية مع المجتمع

أندية كرة القدم هي أيضاً جزء أساسي من النظام البيئي المحلي، بعض الأندية تقع في قلب مجتمعاتها الصغيرة، تحرك سوق العمل وتقوم بمبادرات مسؤولية اجتماعية. لذلك، الأفراد الأثرياء في هذا المجتمع المحلي يمكن أن يرون نادي ما كمنصة ليتولوا دور أكبر وأن يردوا الجميل لمجتمعهم. مثال على ذلك نادي اكرينجتون ستانلي، والذي تم الاستحواذ عليه من آندي هولت رجل الأعمال المعروف في لانكشير البريطانية وذلك في 2015. وكما عبر أكثر من مرة خلال فترة تملكه للنادي، أكد هولت أن لا ينظر للنادي كمشروع تجاري.

مجموعات الجماهير والانتماء للنادي

قد يكون لدى الأفراد أو المجموعات المشجعة للنادي دافع أوضح ليكونوا جزء من إدارة النادي. العديد من الأندية الشهيرة بما فيها ريال مدريد وبرشلونة لا تزال أندية مملوكة للجماهير حتى اليوم. في ألمانيا، نظام الـ 50+1 يعني أن كل نادي محترف لديه هيكلة ملكية بحيث يكون للجماهير الحصة الأكبر فيها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*